المعلمون القادة Teachers Leaders

تعددت أدوار المعلمين في القرن الحادي والعشرين ومنها: دور المعلمين كميسرين ودور المعلمين كمجددين في مهنتهم ودور المعلمين كمستخدمين للوسائل التّقنية والتّكنولوجية ودور المعلمين كمرشدين في التّفكير الإبداعي ودور المعلمين في تطوير المنهاج ودور المعلمين في اختيار الوسائل الرقمية المناسبة ودور المعلمين كقادة في عملية التعليم.

هنا قد تقفون حائرين أمام السؤال الآتي: أي الأدوار السابقة هو دوركم؟

أنتم بلا شك العنصر الحيوي الفعال النشط في العملية التعليمية؛ أنتم قادة التغيير في مختلف الشعوب.

لا تتفاجؤوا! فأنتم تقودون أنفسكم وتقودون طلبتكم نحو الأفضل، إلا أن دوركم كقادة يتطلب منكم الاتصاف بمجموعة من الخصائص ويحتم عليكم القيام بمجموعة من الأدوار، فما هي هذه الأدوار؟

معلمينا الأعزاء، هذا المقال كُتب خصيصًا لمساعدتكم على أن تصبحوا قادة في التعليم وفي مختلف المدارس.

ما هي خصائص المعلمين القادة؟

المعلمون القادة قدوة لغيرهم من المعلمين من خلال تبنيهم القيم التربوية والترويج لها بواسطة عملهم بأساليب متنوعة تناسب تفاوت مستويات طلبتهم في الغرفة الصفية ويمكن تلخيص خصائص المعلمين القادة في النقاط الآتية:

النمو الفكري والمهني

يحصد المعلمون القادة فوائد عديدة على المستوى الشخصي حيث تنضج لديهم الاتجاهات والأفكار التربوية مما ينعكس على مهاراتهم وأدائهم المهني كمعلمين من حيث ابتكارهم وتطبيقهم لأساليب إبداعية في إنجاح الخطط التربوية في الغرفة الصفية مع طلبتهم وفي المدرسة مع زملائهم المعلمين ضمن أطر التنمية المهنية بغض النظر عن حصولهم على التطور من ناحية الدرجة الوظيفية أم لا وذلك لأن الهدف الأسمى للمعلم القائد هو تحقيق الرؤية الشخصية التي تصب في تحقيق رؤية المدرسة.

التفاعل والاندماج

يُقلص المعلمون القادة من مدة عزلتهم حيث أنهم يحرصون بالرغم من ظهور العديد من الصـعوبات والتحـديات في المدرسة على التواصل مع الطلاب والمعلمين من أجل إيصال أكبر عدد من رسائل التطور التربوي والتنمية المهنية وحصد التغذية الراجعة اللازمة لتقويم وتحديث أساليبهم التربوية سعيًا وراء تأثير أكبر في قيادة التغيير نحو الأفضل على جميع المستويات.

مواجهة التحديات

من النادر أن يتهرب المعلّمون القادة من التحديات التي يواجهونها في حياتهم المهنية في المدرسة وعلى الرغم من تعدد طرق مقاومة التغيير أو محدودية المصادر إلا أن المعلمين القادة هم يثابرون على تقديم كل ما يخص قيادة التغيير من أساليب وحلول ممكنة، هذا بالإضافة لكونهم قصص نجاح لتغيير فعال في المجتمع والمدرسة.

توزيع الأدوار

يبادر المعلمون القادة إلى تحديد دورهم في قيادة التغيير ويسعون إلى العمل على التطوير الذاتي وتقديم الدعم كمساهمة للتغيير على مستوى المدرسة، كما يقومون بالمبادرة لتحديد مسؤوليات الدور ومؤشرات النجاح لنفسهم ولزملائهم من أجل ضمان عمليات مراقبة وتقويم ناجعة في تحقيق الرؤية المدرسة.

إدارة الوقت

يدير المعلمون وقتهم بفاعلية ليتحكموا بالمهام والمسؤوليات الكثيرة التي تقع على عاتقهم خلال السنة الدراسية، كما إنهم لا يترددون في تقديم القليل من الوقت الإضافي في تطوير ذاتهم وتقديم الدعم لتطوير زملائهم.

ثقافة المدرسة

بالرغم من احتمال وجود بعض أنواع التنافس لدى الطاقم المدرسي واحتمال ضعف المساواة بين المعلمين أو عدم عدالة الإدارة إلى غيرها من المحددات إلا أن المعلّمين القادة يعملون جاهدين على توفير بيئة حاضنة للأفكار البناءة والعمل المؤثر على تغيير ثقافة المدرسة نحو التعاون والعمل ضمن فريق.

وضمن نشر ثقافة القيادة المدرسية التي يقوم بها المعلمون القادة، هناك بعض الأمور التـي قد يقوم بها المعلمون القادة بالتعاون مع الطاقم المدرسي من أجل تغيير الثقافة المدرسية منها:

  • تغيير المناهج وأساليب التدريس.
  • تحديد محكّات يقاس حسبها المستوى المأمول للطلبة.
  • إعداد برامج خاصة لبعض الطلبة.
  • عمل برنامج تنمية مهنية لتطوير مهارات المعلمين والمعلمات أثناء خدمتهم في مدارس التربية والتعليم ومن الممكن إعداد منصة للتدريب على ذلك.
  • عمل البرامج التدريبية لاستدامة الأداء وتطويره وقادة التغيير.
  • عمل التغييرات اللازمة على الطاقم المدرسي.

 ما هي أدوار المعلمين القادة؟

هناك العديد من الأدوار للمعلمين القادة وتختلف هذه الأدوار باختلاف بيئة المعلم/ـة وشخصياتهم، ولكن يوجد عشرة أدوار بارزة وهي:

مزودين للمصادريشارك المعلمون القادة ما لديهم من مصادر تعليمية كالمواقع الإلكترونية والكتب والمجلات وغيرها من وسائل وتوفير مواد وأدوات لازمة مع زملائهم المعلمين.
أخصائيين تعليممساعدة المعلمين القادة زملائهم المعلمين فيما يخص أساليب التدريس الحديثة والملائمة للمواقف التربوية واستراتيجياتها خلال العام الدراسي لمواصلة التطوير وإحداث التغيير.
أخصائيين مناهجيساعد المعلمون القادة زملائهم المعلمين على ربط مكونات المنهاج ببعضها البعض وعلى التخطيط للدروس وتقويمها.
داعمين في الغرفة الصفية  يعمل المعلمون القادة على الدعم والمساندة لزملائهم المعلمين تحت ما يعرف بالقيادة التشاركية في الغرفة الصفية فيما يخص بعض الاستراتيجيات كالاستراتيجيات الخاصة بالإدارة الصفية وتيسير عمل المجموعات وطرح الأسئلة وتقديم واستقبال التغذية الراجعة، بالإضافة إلى ضرورة تدريب ودعم المعلمين على استراتيجيات التقويم التكويني وغيرها من الاستراتيجيات الواجب على المعلمين إتقانها.
  ميسرين للعملية التعلمية  يزيد المعلمون القادة من فرص تعلم زملائهم المعلمين، بتدريب وتوجيه إلى بعضهم البعض لتبادل المعارف والخبرات حول القضايا والمواقف التربوية التي لا يمتلك المعلمون فيها خبرة واسعة.
مرشدينيسعى المعلمون القادة إلى أن يكونوا نموذج وقدوة يحتذى بها على مستوى المدرسة، كما يقدمون لزملائهم المعلمين النصح والإرشاد فيما يخص مهنتهم كمعلمين وما يواجههم من مواقف في حياتهم اليومية.
قادة مدرسيينيقدم المعلمون القادة الخدمات والمشاركات الثرية من خلال عملهم في اللجان والفرق المدرسية ويبادرون ويدعمون المبادرات ويشاركون رؤية المدرسة مع زملائهم المعلمين وينفذون الأنشطة الإبداعية لتحقيق هذه الرؤية.
خبراء البيانات  يقود المعلمون القادة زملائهم المعلمين إلى الحوار القائم على البيانات من حيث تحديدها وجمعها وتحليلها لتحسين وتجويد التعليم.
محفزين لعملية التغييريوجه المعلمون القادة زملائهم المعلمين إلى أهمية تطوير وتحسين الوضع الراهن نحو الأفضل سعيًا نحو تحقيق الرؤية المدرسية والمواظبة على التغيير والتطوير الشخصي والمهني لديهم والحرص على بناء علاقات جيدة بين المعلمين ليكونوا قاده تربويين.
متعلمين مستمرينيشارك المعلمون القادة ما يمتلكون من معرفة في مجال التنمية المهنيَّة والشخصية باقي زملائهم المعلمين وبذل الجهود من أجل ضمان انتقال أثر تعلمهم على محيطهم في المدرسة، كما أنهم يواظبون على ما يسمى بالتعلم مدى الحياة من خلال التفاعل المستمر وتبادل الخبرات.

يقول ستيف جوبز (Steve Jobs) “الأشخاص الذين يمتلكون روح القيادة ولديهم الشغف إذن قادرون على تغيير العالم نحو الأفضل.” أي أن المعلمين هم القادة في أوقات الأزمات وصانعوا المستقبل. 

بعد قراءتكم لهذا المقال وبعد أن تعرفتم أكثر على خصائص المعلمين القادة وأدوارهم هل أصبحتم جاهزين لتصبحوا قادة التغيير؟

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع